الموسم الثقافي السنوي الثاني بقرية المرام
لمحة عن بعض الشخصيات
"شخصية الموسم"
ولد الشيح والعالم ،الورع محمد فال ولد الكوري ولد محمذن ميلود الأمه عيشة بنت المختار ولد ابراهيم فال في أربعينات القرن الماضي في ضواحي مدينة المذرذرة. كان الوالد رحمه الله لبيبا عطوفا ، درس وتعلم صغيرا وحفظ القرآن مبكرا علي يد أسرته الشريفة وسافر شابا لطلب العلم وليعب من معين العلوم الشرعية في محاظر متعددة، ذهب بعيدا في تلك الحقبة حتى وادان وشنقيط وغيرها من المحاظر في مناطق عديدة.
كان شابا وسيما يتحلي بكل الصفات الحميدة : صدوقا ،مضيافا ، مسالما ، مهتما بالعلم والدراسة حيث درس كل العلوم الشرعية وركز علي المذهب المالكي وأخذ من بعض المذاهب الأخرى وتفرد بدراسة الحكمة والرقي الشرعية فأنقذ العديد من الأنفس والأرواح بإسداء الترياق لهم من الكتاب والسنة.
كانت أنامله تكتب كل ما رأت عيناه وسمعت أذناه وما وصلت إليه أقدامه الكريمتان من مناطق شتي وله رسائل في ذالك. وسطر مخطوطات تحسب من المخطوطات النادرة في العالم اليوم وهي موجودة الآن في مكتبته الوقفية علي مسجد الشارات. تربي الشيخ الكريم محمد فال ولد الكوري في بيت علم وأدب ونسب شريف كان ذالك جزءا من شخصيته الفاضلة حيث شب وترعرع علي حب العلم والأدب والأخلاق فكان شبلا من ذالك الأسد وكان خير خلف لخير سلف.
كان لهيبته الشخصية والعلمية والاجتماعية أثرا إيجابيا كبيرا في النفوس. فعندما يحط الرحال بقوم أو ببلدة من ربوع الأهالي الشرفاء الكرام تهابه الرجال لكرمه وخلقه وعلمه وعفته، كما كانت تهابه النساء لعطفه وغيرته عليهن من الضياع. كان في كل مجلس له اليد الطولي في الحديث عن العلوم والأحكام الشرعية والقرآن والتفسير، ترك مكتبة فذة ووقفية منه علي مسجد الشارات عند الإمام الشيخ المحمود ولد أحمدو العتيق "الناس" ولد حامد.
تزوج في ريعان شبابه من التكروريات سيلمه بنت أحمدو ولد محمذن ميلود فأنجبت له يعقوب والسالمة بنت عالي ولد ابراهيم فال فأنجبت له المختار وعائشة ومن القبائل الأخرى اليعقوبية مين بنت سيد سالم ولد ديدي فأنجبت له اليدالي ومن تاشدبيت خديجة بنت من ولد حيمد فأنجبت له عبد العزيز والشيخ أحمدو وتزوج من أخريات من قبائل لها شأن كبير وسمعة أصيلة فتبارك الله أحسن الخالقين.
ترك مكتبة زاخرة بالتحف والنوادر سطرت بعض كتبها بأنامله الطاهرة ، كان وقورا،حكيما. كان يكرم الضيف إذا حل وله قصص عديدة في ذالك ،حيث مر به فلان ابن فلان في السنغال ذات يوم وألفاه في مجلس كريم فعرض ذالك المرء عليهم حاجته في ذالك الحين ، فذهب به الشيخ الوالد محمد فال "آزل" إلي بيته ومقر عمله وأمره أن يستحم وفي أثناء ذالك ترك له الوالد ثيابا فاخرة ذالك الزمن وأودع فيهما ما طلبه من الفضة بالتمام. فجاء الرجل من الاستحمام وأخذ ثيابه ولما غادر بعد حين وبينما هو في طريقه تلمس في جيبه أشياء، عندها ألقي نظرة فإذا هو بالمبلغ الذي أراد - من ذالك المجلس المتنوع قبليا كله- من فرد واحد ، وفضل ذالك الشخص الكريم علي أن يعود للشيخ الوالد محمد فال، حيث كتب أبياتا من الشعر الفصيح في بدايتها "تقاصرت الرجال" وسطرهم في ورقة وأخفاها تحت مخدة في محل إقامة الشيخ الوالد محمد فال وغيرها وغيرها كثير وكثير من قصص كرم الضيافة عنه وعنده، أما عن إجازته في التضلع في العلوم الشرعية "إجازة في العلم" فلكم شهادة أحد علماء المنطقة في سؤاله لجماعة من الناس السؤال التالي:"هل تعرفون وتدرون أن محمد فال ولد الكوري مجاز في العلم؟؟"
بهذه اللمحة الوجيزة الموجزة نستلهم من هذه الشخصية الفاضلة عبرة من العبر المضيئة من تاريخ آبائنا وأجدادنا وأمهاتنا وجداتنا الذين واللواتي يشرفنا الانتماء إليهم كما شرفهم الله تعالي بذالك الشرف العظيم ، فليرحم السلف وليبارك في الخلف.
الحرص ، الحرص يا شباب ،والسير ، السير نحو الأمام ،نحو المرام ، ليس الفتي من يقول كان أبي. سنعرض في كل موسم شخصية من الشخصيات الفاضلة لنتتبع خطاها الواسعة الثابتة النيرة لنضمن وصول المرام دون زيغ أو انحراف أو حطام.
هذه الشخصية عرفت بالكثير والكثير وهذا غيض من فيض عميم اله يرحم السلف وليبارك في الخلف آمين ..
ردحذف