محمد عواد - كلمة نستخدمها كل يوم في حياتنا " سياسة" ، نستخدمها لفظياً وعمليا ًومنا من يخسر حياته في بعض البلدان لو قرر الدخول فيها ، نقف اليوم معها في تأملات جديدة مع أمل بتوضيح خبايا هذا المفهوم ووضعه تحت الضوء.
- لو عدنا للغة العربية ومعاجمها لما واجهنا أي صعوبة في فهم هذه الكلمة ولوجدنا من يطبقها، فالأصل ساس يعني قاد أو تولى أمراً لجماعة ، وكلمة سياسة هي القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه.... لكن لنحذر أن في بعض المعاجم جاء المعنى " ترويض" ،وهو للأسف ما نراه على أرض الواقع في السياسيين لدينا!
- أعتقد جازماً أن شعبنا العربي هو أكثر الشعوب ثقافة واهتماماً بالسياسة خارج بلاده ، فنحن نعرف ما يجري في فنزويلا وندرك تماماً الانتقال الديمقراطي في البرازيل ومهتمون بثورة جورجيا وصخب أوكرانيا السياسي ولنا معرفة واضحة بالصراع التايلاندي والتحولات في أنغولا وزيمبابوي....والسبب لسنا لأننا نعشق السياسة لكن لأننا محرومون أن نتكلم أو نخاف أن نتكلم في شؤون سياستنا نحن!.
- في الماضي كان يتم اختيار السياسيين في البلاد على أساس الحكمة والأخلاق والمستوى الفكري وبالتالي كان الفساد محدوداً والحروب كانت ذات أهداف واضحة لمصالح أمة أو لفكرة حتى لو كانت خاطئة ولم تكن يوماً لمجد شخص أو لمصالح فئة ، أما الآن فتغير الوضع وبات المعيار مقلوباً فرأينا حروبا ًعالمية وأمراضاً تصنع ونزاعات أهلية أبدية يموت فيها الملايين ... ببساطة نجح البرغماتيون بتغيير مفهوم السياسي ليكون إنساناً منفعياً خالصاً بلا قلب وبلا أخلاق.
- مفهوم السياسة التطبيقي ليس فقط ما يتعلق بأمور الدولة فقط ، فهناك الآن ما يعرف بسياسة الشركة وهناك سياسة الجماعات الاجتماعية أو الحزبية السياسية ، وهناك سياسات للعائلات ، وهناك سياسة للأفراد والأخيرة قد تؤثر على كل ما سبق لو جاء شخص بسياسة خاصة به ليحكم سياسات لجماعات ودول.
- كل الأمم بات تؤمن بأن في السياسة صديق وحيد هو المصلحة إلا نحن ، فما زلنا أمة نلتزم بمبادىء أخلاقية وندافع عن قضايا إنسانية وهذا أمر يدعوني للفخر لكن المشكلة أن كثير من القيادات لدينا باتت تؤمن بمصلحتها هي .. فلا نلنا المبادىء ولا حصدنا المصلحة!.
- السياسة والاقتصاد لهما علاقة مباشرة جداً ، التاريخ يؤكد أن الاقتصاد يقود السياسة والحاضر يؤكد أن العراق يتعرض للاحتلال بسبب ما يؤكده التاريخ!.
- كلما نظرت إلى بقعة في العالم وجدت سياسيين يضيعون مستقبل بلادهم واليونان تتكلم ، لكن لو فكرت في الأمر لعرفت أن الشعب يدفع ثمن صمته ويدفع ثمن تذمره من دون حراك لسنوات طويلة !!...في النهاية لدينا مشكلة كشعوب بالصبر الزائد عن الحد.
- من أجمل ما قيل فيمن يطلبون من الناس الابتعاد عن السياسة ما قاله الفيلسوف اليوناني أفلاطون : " إحدى عقوبات رفضك المشاركة في السياسة أنك تنتهي محكوماً بمن هم أقل منك"، وهذا كلام صحيح جداً ونحن نعرفه ، أليس كذلك؟
- في النهاية هناك كلمات خالدة جعلت من كلمة سياسة كلمة قذرة جداً ، أنا أكذب وأكذب حتى أصدق ما أكذب!!!.
- من يثق بكلمة السياسي أحمق بل أحمق جداً ، فكم من كلمات رنانة جميلة فيها لمسة ذهبية سمعناها وما زلنا نسمعها لكنها لم تطبق.
- السياسيون الوحيدون الذين يبحثون عن حب الشعب وليس احترامه هم الديكتاتوريون.
- من ينتظر أن أتكلم عن فلسطين فهي ليست سياسة وإنما فوق ذلك بكثير!