From: Medhin Fall Rokaya <roughayamd@gmail.com>
Date: 2014-03-06 12:29 GMT+00:00
Subject: العالمة أم كلثوم محمذفال نتاج المحظرة الموريتانية
To: elmaram2009@gmail.com
العالمة أم كلثوم محمذفال نتاج المحظرة الموريتانية
قال تعالى :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا.
وقال تعالى :
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.
صدق الله العظيم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وحبيبه محمد ابن عبد الله
أحدث تعيين السيدة أم كلثوم منت محمذن فال عضوا في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقعا كبيرا في صدور العالم الإسلامي بصورة عامة و المجتمع الموريتاني منه بصورة خاصة نظرا للمكانة العلمية الرفيعة لهذه الهيئة فضلا عن كون السيدة أم كلثوم أولى نساء بلدها التي تحظى بهذه المنزلة العلمية السامية .
ورغم اعتزازي و فخري بهذا التعيين علاوة علي ما تلقيته من تهاني بمناسبته فقد تهربت من التعليق عليه أو الكتابة عنه خشية أن يقال أني أطريتها كثيرا أو أني نسبت الأمر إليَّ أو إلى عائلتي في الوقت الذي صار فيه شأناً وطنيا بل عالميا , هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد كنت واثقة كل الثقة من أن قيادتنا الوطنية التي كانت تعيش حينها على وقع المظاهرات المنددة بالمقال المسيء إلى كاتبه ... والتي لا تزال تكفكف يومها دموع الهزيمة في مباريات رياضية تبرع لها الجميع وأُنفق من أجلها العديد من الدولارات , ستستغل الحدثَ ولو شكليًّا لرد الاعتبار لها ولمواطنيها الذين لا يزالون غاضبين .
صحيح أن هناك بعضا من المواقع الوطنية التي تعرضت للموضوع بإيجاز وأن إخوة آخرين كتبوا عنه لكن ذلك في نظري لا ينوب عن مسئولية الدولة التي تطبل هذه الأيام لعضوية الإتحاد الإفريقي ' عضوية حكمها حكم " شاة بِ فيفاء " وبالتالي لا تقاس بعضوية عالم أياًّ كان شخصه ومهما كان مجاله !!
وسعيا مني إلي إنارة الرأي العام حول الموضوع وشحْذِ همم طلاب العلم في الحقل الذي أعمل فيه فقد اخترت أن أضيف وبشكل موجز للغاية إلى ما كُتِب حتى الآن الورقةَ التعريفية التالية عن هذه العالمة :
هي أم كلثوم بنت العلامة القاضي والداعية إلى الله المعروف محمد بن محمذفال ' والدتها المرأة التقية النقية و العالمة الزكية السيدة مريم بنت سيدأحمد ولد وداد .قال تعالى : " وَالبَلَدُ الطيِّبُ يَخْرُجٌ نَبَاتُهُ بِإذْنِ رَبِّهِ "
وافق مولدها مولد الدولة الموريتانية الحديثة في أبي تلميت , وتزامنت دراستها الأولية مع عودة والدها خريجا من جامعة الزيتونة بتونس , و الذي انشغل حينها في المساهمة في بناء الدولة الوليدة على المستويين الأهلي والوطني ' فتفرغت والدتها مريم إلي تعليمها هي وأخواتها فحفظت على يديها القرآن العظيم كاملا , ودرست كل المقررات المحظرية من رسم وفقه و نحو وسيرة نبوية في محظرتها هي أولا , ومن ثم "رفعتها " إلى العلامة " الشيخ يحيى ولد اباه " أي ''المستوى المحظري الثاني '' بعد الوالدة فدرست عليه بالتفصيل ما كانت قد كتبته عليها فضْلا عن المقررات الفقهية واللغوية في هذا المستوى , وقد وثق لها بيده جملة ما درستْ عليه نصًّا و تلقينًا هي و أخواتها ' و كما قيل حقا : " وراء كل عظيم امرأة " .
وفي سنة 1976 انتقلت مع والدها القاضي محمد إلى أكجوجت فتابعت دراستها على يديه طيلة أربع سنوات متتالية – تعلَّمتُ معها و مِنْها الكثير , خاصة في القرآن و النحو - كما التحقتْ في نفس الفترة بشكل رسمي بمحظرة العلامة أحمد بزيد ولد حيَّاني . ومما درسته خلال تلك السنوات : " اللامية " و " الجزرية ", و " العروة الوثقى " للعلامة محمد يحيى الولاتي ...
و بتخرجها من محظرة أحمد بزيد ولد حيَّاني تكون قد جمعت عطاء محظرتين مختلفتين من حيث الجهة والمنهج فتبارك الله أحسن الخالقين .
أما عن الدراسة في شكلها الحديث فقد بدأتها الأخت أم كلثوم في ثانوية أبي تلميت القائمة على أوتاد "معهد أبي تلميت للعلوم الشرعية " . ومن ثم فضلت أن لا تبتعد عن مجال العلم والتعلم فالتحقت بمدرسة تكوين المعلمين بانواكشوط و تخرجت منها سنة 1984 فأجادت و أفادت ما شاء الله لاقوة إلا بالله .
وبِتُؤَدَةٍ ووقار حصلت العالمة أم كلثوم على شهادة المتريز من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية سنة 2007 وعلى الماستير ( 2 ) من الجامعة الحرة بانواكشوط سنة 2011 شعبة الشريعة و القانون بعد أن قدمت بحثا بعنوان " أثر النهي في الأنكحة " حاز على تقدير "جيد جدا ".
هذه بعجالة أهم المحطات العلمية في مسيرة الأخت العالمة أم كلثوم بنت محمذفال والتي تمثِّل المحظرة فيها الجزء الأكبر شأنها في ذلك شأن نظراء أجلاء لها من أبناء موريتانيا قدماء و معاصرين لم ينل أيٌّ منهم ما ناله إلا بترجيعٍ وحفظٍ دقيق يتمثلان في إعطاء النص " 1000 أغباد " و "100 تكريرة " أمثال : والدها القاضي محمد رحمه الله و العلامة محمد محمود ولد التلاميد وآب ولد اخطور و العالم الرياضي يحي ولد حامدون و العلامة محمد الحسن ولد الددو...وغيرهم كثير ..
فإليها وإلى جميع طلاب العلم أهدي الأبيات التالية :
في الذكر مرحَى بترجيع نردِّدها
والذكر يحْلو بترجيعوتكرار
لاغرو في الفوز من حسناء شامخةٍ
من دوحة الشرف العاِري من العار
يا أمَّ كلثومنا مرحى وتهنئة ًفأنت كوكبنا للمدْلج الساري
فلتهنئي بوسام المجد فائقةكل الأميرات من عون وأبكار
تكللين به جبين أسرتناآباء صدق وأحفاد وأصهار
معاذة من سهام العين ءامِنةًمكر الحسود بأحراز وأسوار
و لتشمل الأسرة الغراء عافية ٌبطيب عيش وتعمير و إعمار
و نلتِ من نعم الدارين شاكرةًما اللهُ مولِيه من حُسنى لأبرار
صلى الإله على من كان مبعثُهمنجىً لنا من جحيم الوأْد والنار
الكاتبة الأخت والأستاذة : رقية منت محمذفال