"أيقونة الطرب الموريتاني" في ذمة الله.. من للهديل.. بعد الرحيل؟
أعلن اليوم السبت في العاصمة المغربية الرباط عن وفاة الفنانة الموريتانية الكبيرة ديمي منت ابه بعد أزيد من أسبوع على إصابتها بأزمة مفاجئة من ارتفاع ضغط الدم، وقالت مصادر من عائلة الفنانة الراحلة إن حالتها الصحية شهدت استقرارا بعد إجراء عملية جراحية معقدة لها.
لكنها عرفت ابتداء من يوم الجمعة الماضي حالة تدهور خطيرة، أدت في النهاية إلى وفاتها في حدود الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق بتوقيت اغرنتيش في أحد مستشفيات الرباط.
وفور إعلان نبأ وفاة الفنانة ديمي، أعلنت وزيرة الثقافة الموريتانية سيسه بنت بيده أنها ستتوجه إلى الرباط بأمر من رئيس الجمهورية على متن طائرة خاصة لنقل جثمان الفنانة ديمي إلي ارض الوطن.
وكانت الفنانة ديمي منت ابه قد اجرت عملية جراحية في الدماغ قبل أسبوع في الرباط التي نقلت إليها من مدينة لعيون اثر إصابتها بأزمة مفاجئة من ارتفاع ضغط الدم.
تنحدر ديمى من أسرة أهل آبه الفنية العريقة في موريتانيا، التي طاولت شهرتها الفنية شامخات جبال تكانت حيث ولدت الراحلة نهاية عقد الخمسينات من القرن المنصرم وترعرت وشبت عن الطوق في صفاء ربوع تكانت ووهادها المخضلة، تتعاطى ترانيمها الواحات والسهول، ويرجع صدى الربى فيها ذلك الصوت الجميل الذي يخترق دون استئذان أعماق النفوس وهو يشدو "حد اصيل افتكانت.." فيذيب جلاميد الصخور ويحيلها بلسما ناعما وإحساسا مرهفا، يخفوا طربا ويهفوا رقة وعذوبة.
يعتبر والدها الفنان القدير "سيداتي ولد آبه" (أطال الله عمره) أحد رموز الفن والطرب الحساني في البلد، وهو ملحن النشيد الوطني الموريتاني على آلة " التدنيت"، كلما عزف ذلك النشيد الذي يرمز لوجودنا وكياننا، تذكرنا سيداتي وهو يردد مع إيقاع "تدنيته "كن للإله ناصرا، وأنكر المناكرا"، كما كانت والدتها الراحلة منينة بنت أيدة فنانة عظيمة ومدرسة تشد إليها الرحال في الفن والأدب الحساني، وقد غنت" ديمي" للوطن، ولمناهضة الظلم والاستعمار والعنصرية والتمييز، وعرفت بحساسيتها الشديدة اتجاه القضايا الوطنية، وقد شوهدت وهي تبكي في حفلة أقيمت بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال الوطني.
ذاع صيتها عندما أتيحت لها فرصة مغادرة الوطن والمشاركة في مهرجانات دولية وإقليمية وهي ما تزال في ريعان شبابها، فبهت بها ملحنون عالميون وتبنئوا لها بمستقبل فني زاهر، أطرب صوتها الملائكي عشاق الفن الموريتاني الأصيل، كما أطرب العرب والعجم، أيمنا تشدوا تتمايس القلوب وتهفوا العقول، يقول عنها مقربون منها إنها تتسم بالعاطفة الجياشة وبالرقة والحنان، وكانت كلما تعلق الأمر بالوطن سكبت الدموع وانهارت بكاء، فهي لا تقدر شيئا في حياتها مثل ما تقدر وطنها وتتعلق به، لكن شاء لها القدر أن تغادر الدنيا إلى بارئها في بلاد اخرى، غير أن جثمانها سيوارى الثرى في هذا الوطن الذي غنت من أجله، وبكت لأجله، وعاشت وماتت وهي متعلقة به.
ارتبط اسمها بأغاني وطنية مشهورة حفظها القاصي والداني، من أشهرها "ّريشة الفن"، التي فجرت بها مفاجأة من العيار الثقيل حين غنتها في أحد المهرجانات العربية، فملأت الدنيا ساعتها وشغلت الناس عن باقي النجوم الذين شاركوا في المهرجان، ولها أيضا أغاني وطنية أخرى "ياموريتان اعليك امبارك الاستقلال"، و"موريتاني فالجار، احلو ما كط أمرار".
ضع تعليقك
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق